تايوان.. كيف تحولت إلى عدو الصين و بكين؟





 شهدنا إرتفاع التوترات بين تايوان ودولة الصين ، إذ تحولت تلك الجزيرة الفائتة الصينية إلى عدو لدود لبكين. ومن المثير للاهتمام أن تلك الصلة كانت مرة واحدة ودية ، إلا أن مع مرور الزمان تراجعت واضمحلت بشكل ملحوظ.

يرجع حجة التبدل إلى الخلافات السياسية والاقتصادية بين الشخصين. بدأت المتشكلة في إتفاق مكتوب الستينات من القرن المنصرم ، حينما تفككت الروابط الثنائية جراء المتغيرات الأيديولوجية بين الحكومتين. حتى ذاك الحين ، كانت تايوان جزيرة صلبة وعصرية تعرف علنا بالتقنية والابتكار ، إلا أن الصين الشيوعية لم تجدها إصطحاب.




حتى الآن مدة من الدهر ، قد عزمت تايوان البحث عن الاعتراف الدولي كدولة مستقلة والفصل الكامل عن الصين. من غير شك ، لم يود بكين في خسارة قسم من أراضيها ، وذلك كان دافعًا أحدث في إرتفاع التوترات بين الجانبين.




عقدت تايوان الكمية الوفيرة من استطلاعات الرأي والانتخابات لتدعيم المؤازرة لقضية التحرر. وفي هذه الأثناء ، ازدادت الصين الكبس الاستثماري والدبلوماسي على تايوان ، بما في ذاك حظرها من الانضمام إلى المنظمات العالمية وتهديدها بالشدة العسكرية.




تفشل أنشطة ترقية الصلات بين البلدين في جميع مرة ، إذ يتواصل كل طرف في حماية وحفظ موقفه. يدعي الصين أن تايوان ليس لديه فخامة حقيقية وأنها ما تزال جزءًا لا يتجزأ من الصين ، فيما تصر تايوان على الاعتراف العالمي والحفاظ على استقلالها.




في خاتمة المطاف ، إرتفاع التوترات بين تايوان ودولة الصين يشكل تخويفًا للاستقرار في المكان بأكملها. ومع استمرار تعقيد تلك الصلة المعقدة ، يوضح أن الحل السلمي من الممكن أن يكون بعيد المنال في الدهر الحالي. بصرف النظر عن هذا ، فإن التخابر والحوار المستمرين بين البلدين يوجد الأمل الأخير لتلبية وإنجاز التسوية إيقاف الصراعات الدامية.



وفق التقارير الأخيرة، فإن تايوان قد تحولت من جزيرة صينية إلى عدو لدود لبكين نتيجة لـ وافرة أسباب. تاريخياً، كانت تايوان جزءاً من الصين، لكنها تقدمت بطلب للتحاق إلى منظمة الأمم المتحدة في سنة 1971، ما أفضى إلى إنفاذ مقاطعة عالمية من الصين. ومنذ هذا الحين، تحاول تايوان لتدعيم موقعها كدولة مستقلة.




في المقابل، تعرضت تايوان لمجموعة التدخلات السياسية والاقتصادية من قبل الصين، الأمر الذي ارتفع معدّل الاحتقان بين البلدين. وتزايدت التوترات بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة، خاصةً نتيجة لـ إزدياد التهديدات العسكرية من قبل بكين ومحاولاتها إنفاذ فرض السيطرة على تايوان بأسلوب صلب.




وفي إستمر ذلك التوجه، بدأت تايوان تبني سياسة خارجية أكثر استقلالية، بحيث تنشد لحماية وحفظ روابط عالمية صلبة ومتغايرة مع الدول الأخرى. وقد نجحت تايوان في إنشاء أواصر ثنائية مع العدد الكبير من الدول التي تعترف بسيادتها وتدعم حقها في الانفصال عن الصين.




من الهام أن نذكر أن الروابط بين تايوان ودولة الصين ما تزال مشدودة، وتستدعي حواراً بناءاً ورغبة حقيقية من كلا الجانبين للتوصل إلى تسوية سلمية تلبي تطلعات الطرفين. تبدل تايوان إلى عدو لدود لبكين يعكس الثورة الجيوسياسية والاقتصادية التي تشهدها المكان، ويبرهن أن التحديات العظيمة التي تجابهها الصين في المحافظة على سيادتها وتوحيد أراضيها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم